إعداد: يوستينا ميخائيل
بدأ استخدام “نظام تحديد المواقع” يزداد بشكل كبير مؤخًّرا، وأصبح أداة لا نستغني عنها في حياتنا، فهو يرشدنا إلى الطريق، ويمكّننا من تقدير الوقت، والوصول إلى وجهتنا المقصودة متجنّبين أزمة المرور وغيرها من المعيقات، وبالطبع فإنه يؤكّد لنا خلال الرحلة أننا نسير في الاتجاه الصحيح. هكذا في رحلة حياتنا وسعينا نحو تطوير الذات والوصول إلى النسخة الأفضل منها فإننا نحتاج لمثل هذا النظام. ليس هو جهاز خاص ولكنّها مجموعة من المبادىء والأفكار التي نحتاجها للتخطيط لرحلة تطويرنا. وهذا ما سنجده في هذه المقالة.
مبادئ مهمّة في رحلة التطوير:
- أحتاج أن اتقّبل وأحبّ ذاتي، واقّدر كل مجهود بذلته في الماضي.
- أحتاج أن أعرف أن التطوير ليس لأني شخصية سيئة بل بالعكس تمامًا هو يدلّ على أني شخصية ناجحة ومتطوّرة.
- أحتاج أن أقّدر كل مجهود أبذله في رحلة تطويري حتى لو كانت النتيجة بطيئة.
- التطوير عملية مستمرة لا تتوقّف في وقت معين أو عمر معين.
- التطوير عملية تدريجية.
- رحلتي في التطوير تختلف كثيرًا عن رحلة شخص آخر.
كيف أبدأ رحلة تطويري الخاصة؟
١- أحتاج أن أعرف نفسي جيدًا، وأن أعرف أين أقف على الطريق، وما هي معتقداتي وأفكاري، وما الجوانب التي أحتاج إلى تعديلها لتصبح حياتي افضل، وما هي النقاط الإيجابية والنقاط التي تحتاج إلى تطوير فيّ.
٢- أحتاج أن أعرف الوجهة التي أريد الوصول إليها، وما أريد أن أصل إليه في نهاية رحلة النمو هذه، وما أحتاج إلى تغييره.
٣- تحديد النقاط التي سوف أطوّرها.
٤- وضع خطوات عملية ومنطقية وموضوعية لتطوير هذه النقاط حتى يسهُل عليّ عمل النقطة التالية.
٥- راقبي مدى نجاحك في تطبيق هذه النقاط وقّيمي أداءك.
٦- بحسب رأيي الشخصي، أعتقد أن هذه النقطة هامة جدًا. وهي أن تحتفلي بكل تطّور وإنجاز صغير يُقّربك ولو خطوة واحدة فقط من هدفك.
نصائح هامّة لرحلة تطويرك:
١- حّددي بدقّة ما الذي تلاحظين أنه يحتاج إلى التطوير في حياتك في المجالات المختلفة أي الروحية والنفسية والفكرية والجسدية، وبأي مجال كان.
٢- اكتبي في ورقة أو في دفترك الخاص ما الخطوات التي ستفعلينها لتطوير كل هذه المجالات.
٣- قّسمي الخطوات الكبيرة إلى خطوات سهلة بسيطة منطقية حتى يسهل عليكِ تقييمها كما ذكرنا.
٤- اختاري المجال الذي تريدين البدء في تطويره. واختاري على الأكثر مجالين حتى ترّكزي عليهم وتنجحي في تطويرهم ولا يُصيبك إحباط من كثرة المهام.
٥ – في نهاية المدّة المحدّدة التي وضعتيها لتطبيق خطّتك راجعي الخطوات السابقة. وقّيمي نفسك ونسبة نجاحك كنسبة مئوية، وكافئي كل نجاح وصلتِ له في هذا المجال.
٦- عندما تتأكدين من نجاحك في تطوير مجال ما، انتقلي إلى مجال آخر، وكرّري نفس الخطوات بحسب الأولوية.
أمثلة تساعدك في التطبيق
إذا كان وزنك قد ازداد هذه الفترة وبدأ يؤثّر على صحّتك فيمكنك للتعامل مع هذا الأمر بأن تحدّدي المعتقدات والأفكار الخاطئة التي تؤثر على تعاملك مع نظامك الغذائي ومع نظرتك لجسدك. ثم تحدّدي الوزن الذي تريدين الوصول إليه والخطوات التي ستّتبعينها للوصول لهذا الوزن. بعد ذلك تقّسمين الخطوات الكبيرة إلى خطوات صغيرة، وفي نهاية كل أسبوع تقّيمين أداءك والتزامك. وأخيرًا لا تنسي أن تكافئي نفسك على أي إنجاز بسيط حتى ولو كان فقط التزامك بالخطة.
وإذا اكتشفتِ أنكِ تحتاجين إلى التطوير في المجال المالي، واكتشفتِ أن ما تنفقينه هو أكثر مما تدّخرينه، فما الذي تقرّرين عمله؟ فكّري دقيقه ثم واصلي القراءة. بعض الأفكار التي يمكن أن تساعدك هي أن تحدّدي في البداية معتقداتك وأفكارك الخاطئة عن المال وإنفاقه. والتي قد تكون معتقدات ورثتيها من الأهل ومن طريقة تعاملهم معك في طفولتك، أو معلومات اكتسبتيها من ثقافة المجتمع الذي تعيشين فيه. ثم ابدأي بوضع أفكار بديلة صحيحة عن تعاملك مع المال، وحدّدي مبلغًا بسيطًا تريدين ادخاره لهذا الشهر وما الهدف من هذا الادخار حتى لو كان هدفًا بسيطًا كشراء شيء تحتاجينه أو شراء هدية لعيد ميلاد صديقتك. ومن المهم أن تذكّري نفسك في كل مرة تُنفقين أي نقود بالهدف الذي تسعين لتحقيقه. وفي نهاية الشهر كافئي نفسك على هذا الإنجاز وقّدري أقل مجهود حتى لو لم تقدري على ادخار كل المبلغ الذي حددتيه، فهذه خطوة جيدة جدًا كبداية تشجّعك على الاستمرار.
احذري هذه الأخطاء في رحلتك للتطوير:
١- احذري الكلام السلبي عن نفسك لأنه يقلّل من عزيمتك، ويحبِطك.
٢- احذري الشعور بأنك سيئة وبأن التطوير ضروري لكي تصبحي أفضل.
٣- احذري أن تخطّطي لخطوات كبيرة ضخمة تُصّعِب عملية التطوير.
٤- احذري تطوير كلّ المجالات في حياتك مرة واحدة لأن هذا غير منطقي وسوف يصيبك الإحباط بسبب كثرة المهام. وسوف يصّعب عليكِ تقييم أدائك ونجاحك في كل مجال.
٥- احذري الوجود مع أشخاص مُحبِطين، واحرصي على الوجود مع أشخاص يساعدونك في رحلة تطويرك.
٦- احذري توّقُع نتائج كبيرة في فترة صغيرة، وتعّلمي أن تتعاملي مع نفسك بلُطف ورحمة.
٧- احذري مقارنة نفسك بأي شخص آخر، لأن هدفك مختلف عن الآخرين وخطواتك وظروفك مختلفين تمامًا.
متى تنتهي رحلة التطوّر؟
في بداية معرفتي بموضوع التطوّر والنضوج والنمو، كانت أول فكرة تطرأ إلى ذهني أنها رحلة قد تستغرق خمس سنوات أو أكثر. والتي بعدها أعرف كيف أكون شخصًا ناجحًا ومن المؤثّرين الذين يسيطرون على حياتهم ويشعرون بالرضا.
بعد مرور الخمس سنوات وبعد تطوير أجزاء في شخصيتي اكتشفت أنه يوجد أجزاء أخرى تحتاج إلى تطوير. وأجزاء طوّرتها بالفعل ولكنها تحتاج إلى تطوير بمنظور جديد.
لا أُخفيكِ سرًا في البداية فقد أُصبت بالإحباط وشعرت أنني لن أصبح شخصًا جيدًا أبدًا.
ولكن سرعان ما أدركت أن التطوّر والتغيير ليس نقطة أريد الوصول إليها، ولكنّها رحلة مستمرة، ومع الوقت تُصبح ممتعة. فكلما حققتِ هدفًا جديدًا وطوّرتِ جزءًا جديدًا في شخصيتك فإن شغفك لتطوير جزء آخر يزداد.ولكن لا تنسي الاحتفال والشعور بالرضا عن كل خطوة تتقدّمين فيها.
في الختام
يجب أن تعرفي أن رحلة تطويرك الشخصية تحتاج إلي تركيز ومصداقية مع نفسك وتراقبي نفسك أول بأول حتي تعرفي المجال الذي يحتاج للتطوير في هذا الوقت وكيف تبدأي.أحبّ أن أطمنك أن رحلة تطويرك الشخصية ممتعة وجميلة. وتستحق أن تبدأي فيها وأن تشجّعي نفسك على أصغر الإنجازات التي تحققينها في أي مجال تطوّريه. بالرغم من استمراريتها دائمًا إلا أنه مع مرور الوقت سيصبح اكتشافك للمجالات التي تحتاج للتطوير أسرع، وتصبح خطوات تنفيذ الخطة أمتع وأجمل. ومع مرور الوقت أيضًا تزداد رغبتك في المعرفة عن أهم وأجمل وأروع الأشخاص وهو (أنتِ).
أشجّعك أن تبدأي ونحن متاحون لمساعدتك وإجابتك على أي سؤال في هذه الرحلة. اطمئني.