تدخين الصبايا للأرجيلة

إعداد: بسمة قموه

من الصور التي اعتاد عليها المجتمع العربي في أيامنا هذه هي جلوس مجموعة من الشابات صغيرات السن حول طاولة في أحد المقاهي وبيد الواحدة منهن أرجيلة تمررها على صديقاتها أثناء تبادل الحديث وشرب القهوة أو الشاي، ولم يعد هذا المنظر مرفوضا أو غريبا بل أصبح مقبولا جدا، والمفاجأة أن بعض الأهل لا يبالون برؤية بناتهم يدخن الأرجيلة.  

إن غياب الوعي هو من أحد الأسباب التي ساهمت في انتشار مثل هذه العادة بين صغار السن والشابات بشكل خاص. وعدم التوعية الصحية في المدارس حيث تكون هناك أكبر تجمعات لهذه الفئة العمرية ساهم في تعلق الشابات بهذه العادة الضارة.  وأيضا سماح المحلات التجارية بتقديم الأرجيلة لصغار السن الذين هم دون الثامنة عشر دون رقابة الدولة، و ثمنها الرخيص الذي يشجعهم على طلبها دون تردد.

وقد أشار تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن عدد المدخنين في العالم العربي قد ارتفع ثلاثة أضعاف ما كان عليه في السنوات العشر السابقة، بينما انخفضت نسبة المدخنين في الغرب بنسبة عالية جدا نتيجة التوعية الصحية لصغار السن في المدارس. ويشير التقرير إلى أن 60% من طلاب المدارس في المنطقة العربية يستخدمون التبغ كالسجائر والأرجيلة. 

وقال د.لوفريدو من المركز الطبي التابع لجامعة جورج تاون في واشنطن أن الأشخاص الذين يستخدمون الأرجيلة لا يعرفون أن تدخينها لفترة تتراوح بين 30 و60 دقيقة يعادل تدخين علبة من السجائر, وذلك بسبب هذه الكمية الكبيرة من التبغ النقي.  وأوضح قائلا أن الناس يعتقدون أن الماء يمتص السموم وهذا صحيح إلى حد ما إذا كانت السموم تذوب في الماء, لكن النيكوتين لا يذوب في الماء كما أنه يحتوي على مواد مسببة للسرطان. وأضاف أنه من خلال مقارنة مدخن السيجارة التقليدي بمدخن الارجيلة تعتقد أن مدخني الأخيرة يتعرضون لكميات أكبر من النيكوتين وأول أكسيد الكربون بالإضافة إلى سموم أخرى وخصوصا في النكهات الإضافية التي ترافق الأرجيلة مثل نكهة التفاح والفراولة وغيرها والأصباغ التي تسمم الجهاز التنفسي.

ومن الأمور الملفتة للنظر أن الفتيات خدعن بمفهوم الأرجيلة على النحو التالي:

نحتاج هنا إلى وقفة قصيرة للتفكير.. هل إضاعة الوقت والمال والصحة لا يتنافى مع الأخلاق الجيدة؟ إن هدر المال والوقت في هذه المرحلة العمرية من أشد الأمور تسيبا، وخصوصا أن الفتاة ستعتاد أن تجلس لفترات طويلة لممارسة أمر ليس له نتيجة إيجابية، والعكس صحيح فهي عادة مدمرة للصحة أيضا وتسبب أمراضا لا تحمد عقباها. لقد منحنا الله أجسادا صحيحة لنمجده ونرعى هذا الجسد ونحافظ عليها، لا أن ندمرها بحجة الاستمتاع وقضاء الوقت. فهناك الكثير من الرياضة النافعة والمسلية تستطيع كل فتاة أن تمارسها مع صديقاتها وتقوي روابطها الاجتماعية دون الحاجة لخسارة جسدها ومالها.