بدايةً دعونا نتفّق أن الشغف هو الشعور الذي يجعل الإنسان في قمّة سعادته وحماسه أثناء تأديته لعملٍ ما. لكن العديد منّا لا يعلم كيف يستطيع أن يحدّد شغفه حتى يقوم بتحقيقه. لذا تجدنا نتساءل في دواخلنا حينما نشاهد قصص نجاح لأشخاص سببها أنهم يعملون في مجال يتوافق مع شغفهم: كيف استطاعوا تحقيق ذلك؟
ببساطة شغفك هو أن تفعلي ما يلهمك إياه عقلك دون جهد. يرافقه شعور بالاستمتاع واكتساب طاقة إيجابية لما تقومين به ولن تمانعي أن تقضي ساعات طويلة في هذا العمل، لدرجة أنك قد لا تشعرين بمرور الوقت وأنت تعملين، حتى لو فاقت ساعات العمل قدرتك الجسدية. إحساس جميل أن تعملي ما تستمتعين به والأجمل أن تكتشفين أنك ماهرة بتنفيذ هذا العمل وتُبدعين به وتتميّزين بأدائه عن باقي الأعمال. وهذا ما يجعلك تدركين أن هذا الاكتشاف هو موهبتك وشغفك الحقيقي. إذاً ما الذي يمنع من أبدأ بتحقيق شغفي؟ أو كيف أبدأ بتحقيقه؟
بعد أن تطرّقنا لأولى خطوات تحقيق الشغف ألا وهي تحديد ما تبدعين وتستمعين بالقيام به، نأتي للخطوة اللاحقة لتحديد الشغف، ألا وهي أن نحوّل هذا الشغف إلى هدف ونوجّه كل طاقاتنا وإمكانياتنا لتحقيقه مع مراعاة المعايير والعوامل والظروف المحيطة بك لضمان تحقيق الهدف دون عقبات. لأن لكل إنسان ظروفه الخاصة سواء كانت ضمن إطار عائلته أو ضمن البيئة المحيطة. لا بدّ من الأخذ بعين الاعتبار العوامل المادية التي تعتبر من أبرز العوامل المؤثرة على تحقيق الهدف بشكل مباشر، وذلك من خلال وضع خطة مالية لتنفيذ هدفك بأقل التكاليف الممكنة.
إذا رغبت بتطوير مهاراتك بهذا الجانب فيمكنك أن تنضمي إلى بعض الدورات التدريبية الإكترونية لزيادة وعيك وتطوير ذاتك بهذا المجال وبالمناسبة أغلب تلك البرامج مجانية. يجب أن يكون هدفك منطقيًا وواقعيًا وموضوعيًا وقابلًا للتحقيق ومحدّدًا بمدّة زمنية، فإذا نجحتِ بتحديد شغفك وتحويله إلى هدف ضمن تلك المعايير وبخطّة مدروسة ستضمنين الوصول إلى شغفك مهما بدا لك الأمر صعبًا، وإلا سيبقى شغفك مجرّد حلم لن يحقّقه لك أحد إن لم تقومي أنت بذلك.