هل كلُّ فتاة بأبيها معجَبَة؟

عبارة لطالما سمعناها، ودرسناها، واستشهدنا بها، فهل عِشناها؟

الأب هو أوَّل رجل يدخل عالم كلِّ فتاة، هو الحُبُّ الأوَّل، هو مصدر الثِّقة الأوَّل وبطل كلِّ صغيرة! وكذلك هو أوَّل مَن أبدى إعجابه واهتمامه، وملأ قلب فتاتِه بالحُبِّ والدَّلال.  ثقي عزيزتي: لا يوجد حُبٌّ بنقاوة حُبِّ والِدك لكِ؛ حتَّى لو تزلزلَت هذه الصُّورة الورديَّة ببعض الجدالات أو المُصايَحات. ونابَتها بعض الحرمانات والممنوعات. فقد يكون والدُكِ بطبعه يعجَز عن تفسير حُبِّه لكِ وخوفه عليكِ إلَّا بهذه الطريقة. فبعَينه هكذا تدور الحكاية. الذِّئاب الخاطفة كثيرة، وحبيبته “ليلى تُهُ” ما زالت بعينه صغيرة بريئة ترتدي وشاحها الأحمر، وتدور مُغنِّية غير مدرِكة لخباثة ومكر هذه الذِّئاب! وهكذا، فقد يُسيء أحيانًا التَّعبير عن محبَّتِه وخوفه وشغفه لحمايتِك.

لا تسمحي لخريف هذه العلاقة -إن وُجد- أن يسمحَ بتساقُط أوراق إعجابِك واحدةً تلو الأخرى، بل كوني شجرةً دائمةَ الإعجاب! لا تُواجهي العِناد بالعِناد ولا الجِدال بالتَّجاهُل، ولا تُفكِّري يومًا باستبدال حُبِّ أبيكِ ليملأه آخر! بادِري برَدِّ الجميل وأبدَئي مرحلة التَّغيير، قدِّمي الحُبَّ له من جديد. شاركيه بأحداث أيَّامِك، بأفكارِك، بنضج قراراتِك وعلاقاتِك، أشعِلي فتيلَ حُبِّك له من جديد، لتجدي فيضَ محبَّتِه يغمُرُكِ كما كان إن لم يكُن يزيد!