قوّة من غير نوع!

إعداد: ميكال حداد

هل بتلاقي نفسِك مُحاطة بأشخاص ومواقف بتتطلَّب قوَّة؟ ممكن عندِك نِزاع دائم مع والدتك، زوجِك، أو حتَّى مُديرك بالشُّغل؛ كل واحد هدفُه يبرهن مين الأقوى ومين كلمتُه رح تمشي؟ بدّي أخبرِك اليوم عن قوَّة من غير نوع؛ قوَّة ما بتتطلَّب ساعات طويلة في النّادي، ولا بتتطلَّب كلام قاسي وجارح. اسمحيلي أرجع فيك بالزَّمن لورى حتّى نشوف القوّة بنظرة جديدة…

من آلاف السِّنين، لمّا الجنود اعتقلوا الرَّب يسوع المسيح وصلبوه بسبب غيرة رجال الدِّين منّه. ما كانوا بيعرفوا إنّه نبوّات كتيرة تحقَّقت خلال وقت اعتقاله، وجلدُه، وصلبُه. مِن قبل ما المسيح يولَد بمئات السِّنين، في أنبياء كثر قالوا كلام عنّه مُسبَقًا.

خلّيني أفرجيكِ بس “بعض” النُّبوّات الّي اتحقَّقَت: 

– جلدوا يسوع بشكل مُخيف لدرجة إنّه ظهره صار مثل الأرض المحروثة (نبوّة في مزمور ١٢٩: ٣، كُتِبِت حوالي القرن العاشر قبل المسيح.)

-عملوا قُرعة على أواعي يسوع (نبوّة بمزمور ٢٢: ١٨، كُتِبِت على الأقل ٥۰۰ سنة قبل المسيح.)

– ناس شهدوا زور عنّه، وهوّه ما قال ولا كلمة حتى يبرِّئ نفسه (نبوّة في إشعياء ٥٣: ٧، كُتِبِت على الأقل ٦٨۰ سنة قبل المسيح.) 

– بالأخير، على الصَّليب طلب مي فقدَّموله خمر ممزوج مع خلّ فرفضُه (نبوّة بمزمور ٦٩: ٢١، كُتِبِت حوالي ألف سنة قبل المسيح.)   

لمّا المسيح رفض الخلّ على الصليب، قال “قد أُكمِل” وأسلم الرّوح (يوحنا ١٩: ٣۰). تخيَّلي معي إنّه بالرّغم من كلّ الوجع الّي كان حاسس فيه، والإرهاق، وقِلّة النُّوم، المسيح كان منتبه أنّه يحقِّق كلّ النبوّات ومن بعدها أسلم الرُّوح. كان مُسيطر على مجرى الأحداث بعكس اعتقاد النّاس، و”أسلم الرّوح” بتعني إنّه بإرادتُه قرَّر يموت. النّاس الّي بيكرهوه فكّروه ضعيف. لكنّه كان عم يمشي بالخطَّة الّي الله رسمها من بداية العالم. يسوع اختار يظهر بمنظر ضعف عشان محبتُه إلِك وإلي؛ ما كان ضعيف. لكن قِبِل أنّه النّاس تفكرُه ضعيف، الأسد قِبِل يظهر بشكل حَمَلْ. البطل الّي شفى أمراض مُستعصية وأقام أموات من القبر، حمل خطاياكِ وأمراضِك وضعفِك، وسمَّرها على الصَّليب بجسده وقام منتصِرًا. هاد كلّه حتّى يعطيكِ نوع القوّة الِّي العالم ما بيعرفها وما بيقدر يحصل عليها.

القوّة الّي الله بيعطيها من نوع مختلف:

هذه القوّة الحقيقيّة بتتطلّب تواضع. القوّة ما بتلبس لباس التَّمرُّد، لكنها بتخضَع لكلمة وخطّة الله.

أما القوّة بتنقاد بالمحبّة وهدفها تحمي الآخرين، تحمل ضعفهم، وتساعدهم يجتازوا مصاعب الحياة.

والقوّة ما بتهتمّ شو النّاس بقولوا، لكن بتهتمّ إنّه تختار الأمر الصَّح. 

بدِّك تحصلي على هالقوّة الفريدة؟ اليوم عندِك فرصة إنِّك تيجي عند الله وتشكريه على عمله على الصَّليب؛ تشكريه على حبّه وتقولي: “يا رب أنا بدّي أتعلّم القوّة منَّك مش من النّاس. أنا بدِّي قوتي تكون نابعة من محبتك إلي”. وهوِّه بيعطيكِ القوّة من عنده؛ حتّى تقدَري تتعامَلي مع المواقف الّي بحياتك وتواجهي العالم كلّه. 

اقرأي معنا ايضاً بنفس الموضوع: هل تملكين قوة انضباط على ردود أفعالك؟


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.