إعداد: كمال منصور
إن الأحد المبارك الذي يسبق أحد القيامة ويتميز بفرح مجيد لذكرى جميلة جدا فيها لمحة ولو بسيطة عن مجد المسيح وانتصاره، إنه أحد الشعانين.. رجعت بي الحكاية المباركة لسنوات السيد المسيح الأولى على الأرض حيث أخذ الجميع سعوف النخل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون أوصنا مبارك الآتي باسم الرب. وهذه الأمور لم يفهمها التلاميذ الأوائل ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه. ولما رأى الفريسيون اليهود الأوائل هذه الحادثة قالوا بعضهم لبعض: “انظروا.. إنكم لا تنفعون شيئاً.. هوذا العالم قد ذهب وراءه.” والغريب في الحكاية أن حملة الشعانين هؤلاء بعد أسبوع واحد فقط من هذه الحادثة صرخوا للحاكم الروماني “اصلبه.. اصلبه..”
وما يحزنني هو أن أرى تبدل المواقف لكافة البشر في هذه الأيام، الأمر ليس حمل المشاعل والسير في موكب السيد والصراخ له والتهليل ورمي الثياب أمامه. لا بد أن تكون مصالحة كاملة معه وثبات في المواقف والكلمات والاعتراف الكامل بضلال الإنسان دون الله.
لا تنسي بأن الله محبة وهدفه خلاص الإنسان وتغيير حياته. الأمر ليس حمل شعانين في طريق السيد وليس هو احتفالاً وشراء ملابس جديدة للعيد ولا تزيين قاعات. يكفينا التباهي والتسابق بالتقليد الأعمى القاتل. لا يجب أن ننسى أبدا مد يد المحبة والتفوه بالكلمة الطيبة للنفوس العطشانة في حينها. لا يجب كذلك أن ننسى الفقراء والنفوس المحتاجة. فالقيامة ليست مناسبة عيد فقط.. القيامة رسالة نفرح بها الغير ونقف بها وأمامها موقف المسؤول عن اليتامى والأرامل والمحتاجين من النساء والأطفال. القيامة ليست حمل شعانين (سعوف النخل) والهتاف فقط ثم تبدل المواقف بعد حين. إنها حياة ورسالة للجميع وموقف لإثبات وإرساء وقول كلمة الحق. فلا تكوني صارخة في موكب السيد فقط دون أن تعني ما تقولين.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.