الجواب اللين يصرف الغضب

إعداد: بسمة قموة

في يوم ما وفي ساعة الازدحام، استقل رجل أعمال سيارة أجرة، وكان في عجلة من أمره للحاق بالقطار. فاقترح على السائق طريقا آخر يؤدي إلى المحطة. وعندها صرخ السائق: لقد مضى علي في هذه المهنة خمسة عشر عاما، فهل تظن بأنني لا أعرف الطريق الأفضل لأسلكه.

وحاول الرجل أن يوضح بأنه لم يقصد الإساءة إليه، ولكن السائق استمر في صراخه، وأخيرا أدرك رجل الأعمال أن السائق منفعل للغاية مما دفعه إلى أن يقول: أتدري بأنك على صواب، وأن من الغباء أن أعتقد بأنك لا تعرف أفضل الطرق التي تمر في المدينة. ذهل السائق عند سماعه لهذا الكلام ونظر إلى محدثه الذي يجلس في الخلف عبر المرآة نظرة مرتبكة وسار في الشارع الذي يريده رجل الأعمال وأوصله إلى المحطة في الوقت المناسب. إنه لم يقل كلمة واحدة أخرى بقية الطريق إلى أن وصلا إلى الجهة المقصودة ودفع له أجرته، ثم شكره.

إن علينا أن نتماشى من وقت لآخر مع أناس مثل هذا السائق، لأن الرغبة الملحة بالاعتراض على الكلام الذي لا يعجبنا قد يؤدي إلى مجادلات طويلة وإلى إفساد الصداقات وإلى ضياع فرص عمل أو إفشال بعض الزيجات! لذلك فان النصيحة الذهبية الواردة في الكتاب المقدس وهي “الجواب اللين يصرف الغضب” (أمثال 15: 1) من المفاتيح الذهبية لبناء علاقات سليمة وتجنب المشاحنات.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.