أصناف الزرع

إعداد: ناهدة قعوار

حدّث الرب يسوع تلاميذه في (متى 13: 1-23) عن أصناف الزرع. ابتدأ حديثه خرج الزارع ليزرع. طبعاً الزارع هو الرب والتشبيه بالمثل كلمة الله، وهنا تحدّث الرب يسوع عن أربعة أصناف من الزرع:

الصنف الأول:

سقط على الطريق لذلك لا يثمر لأن الطريق ممرّ عامّ للجميع، كلّ من أراد المسير على هذه الطريق يدوسها دون حساب لما عليها لأنها ليست ملكه. إنه لا يفكر بما يجده على الطريق لأنّ كل تفكيره أنه يحقّ له المرور عليها، وكما أنّ الطيور تأكل البذار المكشوفة على الطريق هكذا الإنسان اللامبالي يدوس البذور دون أن يهتمّ لفائدتها. إنّ الشيطان أعمى عينيه وأغلظ ذهنه وشغله بمشاكل ومشاغل. ولم يترك له الوقت ليفكر ويختار أو ينتبه إلى الطريق التي نهايتها فقدان البذار أي كلمة الله.

الصنف الثاني:

لا يثمر لأنه انفعاليّ، لذلك تجري به الرياح بما لا تشتهي السفن. إنّ قلبه مفتوح وقتياً لكن لا مكان في الداخل حتى تنمو الكلمة تماماً كالأرض الصخرية. صعب عليه أن يلين لأنه كالجبل المرتفع صعب أن ينخفض، هكذا الإنسان الانفعالي يتظاهر بالشعور مع الآخرين. أو يتأثر وقتياً عند سماعه كلمة الله لكنه لا يستطيع التخلّي عن كبريائه فلا فائدة لكلمة الرب في حياته. قال الرب: “إنْ تواضع شعبي الذي دُعي اسمي عليهم أخلّصهم وأباركهم”.

الصنف الثالث:

لا يُثمر بسبب كثرة مشاغله لذلك فلا وقت عنده ليهتمّ بزرعه، دائماً مشغول بأملاكه وأصحابه. يهتمّ بأمور كثيرة.. قال الرب يسوع: “لا يستطيع العبد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يُبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر”. هذا هو الإنسان المشغول بسبب أو بغير سبب، لا يجد الوقت ليفكر بمستقبله بل مشغول بحاضره. إنّ محبة العالم تُلهيه عن محبة خالقه وتسرق كل وقته بأمور فانية. تماماً كالشوك الذي يخنق الحنطة ولا تترك له المجال للتفكير بكلمة الله المخلّصة ويعيش بتأجيل طاعة الله.

الصنف الرابع:

فهو البذار في الأرض الجيدة، قلبه مفتوح يتلقّى كلمة الله وينمو بها باستمرار لأنه يدرك نعمة الله وفرح الأبدية. مهتمّ بمصيره الأبدي. إنه إنسان حكيم يعرف أنّ شهوة العالم وتعظّم المعيشة فانيان. بل هو فرح مؤقت لذلك يضع الله أولاً في حياته، ويعطي المجال للروح القدس ليسكن في قلبه ويخضع وفكره وشهوته لكلمة الله التي تجعله أرضاً جيدة تنمّي البذار الجيدة. إنّ قلبه مفتوح وعقله متّجه نحو خالقه يأخذ منه المشورة ويعمل بها بطاعة كاملة وأمانة، إنّ هذه هي مشيئة الله لحياتنا.

إنّ الرب يسوع في العدد 36-40 من نفس الأصحاح يشبّه الزرع الجيد ببني الملكوت. هؤلاء هم الصنف الرابع مع القمح والزوان ينموان معاً ويتشابهان في أول النمو إلا أنهما يختلفان في النهاية. هكذا الكنيسة فيها القمح والزوان ومن الصعب التمييز بينهما في النمو. لكن في النهاية يفصل القمح عن الزوان لأنّ القمح هو الزرع الجيد الذي يعطي إنتاجاً ثلاثين وستين ومائة، هذا هو الصنف من البذار الذي يُسِرُّ قلبَ الله.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.