يد الفخاري

“وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ ٱلطِّينُ، وَأَنْتَ جَابلنا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدِيكَ.”

(إشعياء ٦٤: ٨)

في كثير من البيوت العربية، يحتلّ الفخار مكانة خاصة، فهو يذكّرنا بالجمال الذي تصنعه الأيادي الماهرة من الطين البسيط. يتطلّب عمل الفخاري الصبر، والرؤية، والدقة. وبالمثل، فإن حياتنا تتشكّل بيد الآب السماوي، الذي يصوغنا كتحفته الفنية.

وبصفتنا الطين، قد لا نفهم دائمًا طرق الفخاري. فعملية التشكيل قد تكون غير مريحة—ضغط، ودوران، وتنقية في النار. ومع ذلك، فهذه اللحظات لا تهدف إلى إيذائنا، بل إلى تهيئتنا لأجل مقاصده. كل تفصيل في عمل الفخاري له معنى، تمامًا كما أن كل تجربة وفرح ودَرس في حياتنا له غاية إلهية.

الثقافة العربية تقدّر الصبر وفنّ الحرفة، وهي تعكس عناية الله الدقيقة في تشكيلنا. وكالطين، يجب أن نسلّم أنفسنا ليديه، ونتّكل على حكمته وخطته، حتى عندما لا نرى التصميم النهائي.

تشجّع، فالفخاري لا يهجر عمله. إنه يرى الجمال والهدف حتى في ما يبدو لنا عيبًا أو نقصًا.

صلاة:

يا أبانا، شكرًا لأنك الفخاري الذي يشكّل حياتي بالمحبة والقصد. ساعدني أن أثق بعمليتك وأسلم نفسي ليديك، عالمًا أنك تصنع فيّ شيئًا جميلاً. آمين.