“لَمَّا كُنْتُ طِفْلًا كطِّفْلِ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِّفْلِ كُنْتُ أَفْطن وَكَطِّفْلِ كُنْتُ أُفَتكِّرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلًا، أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ.” (١ كورنثوس ١٣: ١١)
في العالم العربي، لا سيما في المناطق الجبلية، يُربَّى الرعاة الصغار بعناية وتأهيل لأدوارهم منذ الصغر. فهم يشربون حليب الأغنام أو الماعز ويتناولون منتجاته، ليبنوا القوة التي سيحتاجونها لرعاية القطيع. وبحلول سنّ الثامنة أو التاسعة، يُعتَبر هؤلاء الأطفال جاهزين لتحمّل مسؤولية الرعاية، وهي مسؤولية تُشكِّل نضجهم وتبني شخصيتهم.
وبالمثل، في مسيرتنا الروحية، وفّر الله لنا كل ما نحتاجه للنمو والنضوج في الإيمان. فالروح القدس يسكن فينا، يمنحنا الإرشاد والقوة. وكلمة الله هي أساسنا وبوصلتنا، وجماعة المؤمنين، أي الكنيسة، تدعمنا وتعلّمنا وتشجّعنا على المضي قدمًا في علاقتنا مع المسيح. هذه العطايا متاحة دائمًا لتأخذنا من الطفولة الروحية إلى النضج.
ولكي أنمو، يمكنني فحص ثلاث نواحٍ أساسية في حياتي:
أولًا، علاقتي بالله ينبغي أن تعكس شوقًا عميقًا للقرب منه من خلال الصلاة، وإيجاد الراحة في حضوره. هذه الشركة المستمرة تقوّيني وتجدّدني.
ثانيًا، ينبغي أن أسعى للتحوّل الداخلي بالاعتماد على الروح القدس، وأدع سلامه وفرحه وطمأنينته تملأ قلبي، وأنا أختبر وأثمر ثمره يومًا بعد يوم.
وأخيرًا، علاقاتي مع الآخرين تُظهر مدى نموي. فكلما مارست اللطف والصبر والغفران، انعكست محبة المسيح في سلوكي، وصرت نورًا لمن حولي.
فلأحتضن هذه الرحلة نحو النضوج بثقة في عطايا الله، وأشجّع الآخرين على النمو في الإيمان والمحبة.
صلاة:
يا رب، أعني بروحك القدوس أن أنمو كل يوم في معرفتي بك، وفي مشاعري، وفي سلوكي، لكي أمجّد اسمك على الأرض. آمين.