تمويه

إعداد: سوسن زنانيري

كم من مرة تتداخل عندنا الرؤيا والبصيرة ولا ندرك الحق؟ كم من مرة يغيب عنا التمييز بين الأمور المتخالفة؟ كم من مرة نعيش ونحن لا نعرف الصواب ونخلط في مواقفنا؟ لا شك في أن الهدايا والعطايا تأخذ أبصارنا وتعميها، فنتأثر تابعين الناس ونمتدحهم دون أن نفحص دوافع العطاء. فكثيراً ما تكون نظرتنا وأحكامنا هي حسب الظاهر دون وعي لأننا ننظر إلى العينين. وبالمثل نحن نفعل نكذب على الناس بإظهار أفعالنا وكأنها ممتازة رائعة، وتكون تغطية على دواخلنا العفنة. نتجاهل ونتغاضى عما يملأ باطننا من خبائث أو مكر أو عدم استقامة، نطلب رضى البشر ومدحهم مفضلينه عن رضى الله ومدحه.

لو وقفنا لحظة وواجهنا أنفسنا بسؤال سأله الرب يسوع لاستقامت حياتنا ومفاهيمنا ونظرتنا للحياة، ولكانت أحكامنا عادلة نقية، وأيضا لحفظنا حياتنا من العطب والخلل والمشاكل. الرب يسوع المسيح يواجهنا بالسؤال ويوقظنا من غيبوبتنا فيقول: “أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب.. أيها الجهال والعميان أيما أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان” (متى  23: 17 و19).

هل يهتم الله بعطايانا وأعمالنا أكثر من قداسة أوانينا؟ أقصد هياكلنا لأننا نحن هيكل الله وروحه ساكن فينا. هل ينخدع الله بكثرة خدماتنا ونشاطاتنا مهما أسميناها أو فعلنا تحت بنود مرتبة مضيئة رنانة، أكثر منا نحن الذين نمثِل المذبح، ليكون مذبح حياتنا مقدس فيتقدس عليه كل ما نقدمه من ذبائح. لنتذكر الكتاب المقدس يقول: كل شيء مقدس للمقدسين وطاهر للطاهرين. فليست الأشياء أو الأعمال أو التقدمات تقدسنا وترفع شأننا، بل بر القلب المستقيم والإيمان الصحيح المبني على صليب ربنا يسوع المسيح إذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح. وكل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع المسيح لمجد الله الآب.. آمين.