إعداد: بسمة قموه
دخل رجل إلى دكان حلاق ليحلق له شعره. تناولا أطراف الحديث عن مواضيع كثيرة إلى أن وصلا بالحديث عن الله، فقال الحلاق للرجل “أنا لا أؤمن بوجود الله أبداً.” فسأله الرجل “وكيف ذلك؟” فقال “لو كان الله موجودا لما رأينا كل هذا الشر وهذا القتل والجوع في الأرض.” فأجاب الرجل وقال “وما ذنب الله في كل هذا؟ إن هذا من صنع البشر الأشرار.” ولكن الحلاق لم يقتنع بكلام الرجل عن وجود الله ورعايته ومحبته. وشكك في وجود الله، ولم يجد الرجل وسيلة ليخبره عن محبة الله وعن رعايته.
وبعد أن أنهى الرجل الحلاقة خرج إلى الشارع ووجد رجلا متسخا ويبدو أنه لم يحلق شعره منذ أشهر ولحيته طويلة جدا، فنادى الحلاق خارجا وقال له “يبدو أنه لا يوجد حلاق في هذا البلد حتى يكون هذا الرجل بهذا المنظر السيئ؟” فأجاب الحلاق “كيف تقول هذا وأنا دكاني على عرض الشارع، إنما الرجل هو من لم يقترب من الدكان ولم يطلب مني أن أحلق له، إن الذنب ذنبه وليس ذنبي؛ فأنا موجود في كل حين لتأدية عملي.”
فقال له الرجل “وهذا بالضبط ما أريد أن أخبرك به، إن شر الإنسان وفساده وعدم لجوئه إلى الله لا يلغي وجود الله، فالله موجود ويريد أن يحسن معيشتنا ويجعلنا نترك الشر ولكن نحن الذين نتجاهل وجوده ولا نقترب إليه.” فما علينا إذا عزيزتي سوى التجاوب مع دعوة الله ونعمته لكي يكون لنا حياة وتكون حياتنا أفضل.