إعداد: ليلى الصايغ
ما من أحد يعلم ما سيأتينا به الغد.. ليس من يخبرنا بما سيكون وكيف نجتازه بما فيه من صعوبات ومشاكل او اختبارات. هذه أمور نجهلها تماما ولكننا نتشجع ونتقوى بوعد الرب المفرح “الرب إلهك يعتني بك, عيناه ترعيانك”.. كفايتنا بالله. ينابيع عطائه لا تنضب ولا تجف.. بركاته ورحمته لا حد لها. فما دام الله مرجعنا, ومنه خلاصنا فلا حر ولا جفاف يؤذينا لأن سواقي نهره تفرح مدينة الله.
الأرض أرض جبال وبقاع متنوعة ليست سهلا وحسب. وهكذا الحياة فلو كانت تسير على وتيرة واحدة بلا تنوع لضجرنا من الرتابة. فنحن بحاجة إلى الجبال والبقاع. الجبال تجمع مياه الشتاء لتسكبها على البقاع فتحيا وتزيده ثمراً. هذه حالنا، المصاعب والضيقات تدفع بنا إلى عرش النعمة من حيث تنهال البركات. فجبال الحياة وتلالها التي طالما تذمرنا منها لوعورتها هي عينها السبل لنيل نعمة الله وبركاته. فالجبال الشامخة هي جبال الله الشاهقة خير وقاية ونعمة لأولاده.
كم من المؤمنين يحيون في الأودية كما يحيا عمال المناجم, فتغسل الدموع وجوههم, وتجثم الكآبة على محياهم عوضاً عن أن تمسح بمسحة سماوية. يقيني أن الكثير من المؤمنين يهزلون في زنزانة الوادي عوضا عن السير صعودا إلى أعلى لمشاهدة الجمال. انهضي يا نفسي واطرحي عنك الكرى والكسل واجعلي الرب منيع آمالك ومحط رجائك وذروة ابتهاجك. لا تقنعي بالأودية بل سيري صعودا للأعالي إلى حياة أسمى.. إلى حياة أرفع.. إلى حياة أنبل.. إلى حياة روحية مع الرب.