لا توجد عبارة “فات الميعاد” في قاموس الله 

أليصابات تعِبَت ويَئِسَت من الانتظار

إعداد: فريق المرأة العربية اليوم

العطيَّة الَّتي ستستَقبِلها أليصابات جاءَت من مكان لقاء زوجها بالخالق، ومن مكانٍ مُخَصَّص لسكبِ النَّفس أمامَه. طِلبة متأَخِّرَة من وِجهة نظر البشر. ولكنَّها في ميعادها فيما يختصُّ بالمَهَمَّة الجليلة  الَّتي أُوكِلَتْ إلى هذا الطِّفل المُنتظَر؛ يوحنَّا المعمَدان. والَّذي وضع عائلته في أجمل قصَّة عرفَتها البشريَّة، وهي ولادة الطِّفل يسوع.

لم يأتِ الطفل إلى العالم فقط ليأخذ رقمًا بين سكَّان الأرض. ولم يُولَدْ فقط لأجل إرضاء قلبِ والدَيه الَّذَين انتظرا عمرًا طويلًا لأجل هذه العطيَّة، بل لكي يُهَيِّئَ الطَّريق أمام الرَّبِّ يسوع مُناديًا بالتَّوبة والعودة إلى الله.

إنَّ العطيَّة السَّماويَّة ليست مُرتَبِطة بتوقيتٍ بشَرِيٍّ، وإنَّ انتظارَكِ لاستجابَة إلهيَّة لأيِّ أمر في حياتِك هو بالتَّأكيد مُرتَبِط ارتباطًا وثيقًا بأهمِّيَّة الوقت الَّذي يُعَيِّنُه الله لكِ ويراهُ لصالِحِك. فأليصابات تعِبَت ويَئِسَت من الانتظار، فالوقت كان يمرُّ والسِّنين تُسرِع في جريانها، وكأنَّ السَّماء مصنوعة من نحاس. أمَّا صوت صراخ أليصابات فهو كصوت صراخي لا يُسمَع. فأنا أيضًا أريد هذه العطيَّة اليوم قبل غد، هذا هو حالنا نحن البشر. الانتظار مؤلم، والعجلة تدور، وعيناي تنظران إلى ما في يد الآخرين، وصوتُ حالي يقول: لماذا لستُ أنا؟

لنقِف أمام اسم “أليصابات”، هذه هي الصِّيغة اليونانيَّة لاسم لفظه في اللُّغة العِبرية (إليشيبا أو أليشبع). أي (الله قسم) ومعناه المكرَّسَة (المفروزة) للرَّب. فقد كلَّمَها الله من خلال اسمها أنَّها خاصَّته وسوف يُلَبِّي حاجة قلبِها. واليوم يُكَلِّمُنا الله من خلال كلمته أنَّه لا يمنع خيرًا عن السَّالكين بالكمال. وأنتِ أيضًا لكِ نصيب في وعوده الكثيرة الَّتي تملأ صفحات الكتاب المقدَّس. قِفِي أمام وعوده وخُذي لنفسِك وعدًا وأكثر، وانتَصِبي رافعةً رأسَكِ منتظرةً برجاءٍ وفرحٍ استجابةَ السَّماء.