القيامة

يكثر في أرجاء المنطقة العربية من حولنا وجود أضرحة ومقابر، فهنا ضريح لأحد الأنبياء وهناك قبر لأحد القديسين، وفي مكان آخر أهرامات لبعض الملوك.. لكن من بين كل هذه القبور يبرز قبر غريب عجيب، قبر موجود يشهد عن ميت وضع به كباقي القبور، لكن ما يجعل من قبرنا قبرا مميزا هو أنه فارغ لا يوجد به شيء، ليس لأن الميت تحلل أو أنه نقل إلى قبر آخر..

إن نفس هذا القبر المميز الذي شهد أن الميت وضع به شهد أيضا أنه وفي اليوم الثالث قام.. قام منتصرا كاسرا شوكة الموت غالبا ذاك الذي له سلطان الموت إبليس معطيا لنا الحرية محطما كل القيود فشوكة الموت كما يحدثنا الرسول بولس هي الخطية، فبموت رب المجد على الصليب دفع ثمن كل خطية، فهو وحده الذي استطاع أن يرضي عدل الله ويقول: “قد أكمل” (يوحنا 19: 30).. لكن بقيامته صرنا أحرار فلا تسودنا الخطية بعد بل نحيا معه حياة الانتصار “إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارا” (يوحنا 8: 36).. هذا وعد الرب لنا وهذا ما يجعل من القيامة أمرا مهما جدا في إيماننا لأنه “وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم. أنتم بعد في خطاياكم” (1 كورنثوس 15: 17)، لكن شكرا للرب لأجل أنه مات وقام.. 

هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها إلا من قد أغمضت عينيها عنها وتدعي أنها لا ترى.. فمهما حاول الكثيرون زعزعة هذه الحقيقة تبقى قيامة الرب حقيقة ثابتة مثبتة.. الرب يدعوك عزيزتي لأن تتمتعي بسلطان النصرة في قيامته وأن تعيشي حياة الرجاء بأننا سنقوم ونحيا معه إلى الأبد لأنه هو قد قام.. حقا قام..