أثر خلافات الأقارب على العلاقة الأسرية
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: يناير 4, 2025
يقول المثل “ابعد عن الشر وغني له”.. كل فرد يستطيع أن يتجنب المواقف التي تساعد على نشوء الخلافات وخصوصا مع الأقارب من الدرجة الأولى كعائلة الزوج وعائلة الزوجة. وحيث أن الخلافات العائلية تعكر أجواء الألفة والمحبة في البيت وخصوصا بين الأزواج. لأنهم ربما لن يكونوا محايدين في موقفهم تجاه المشكلة أو مع من افتعلها، وقد يميل كل طرف إلى جانب من يخصه، ومن هنا ينشأ التوتر بين أفراد العائلة فتفقد ترابطها وانسجامها. وتتعثر مسيرة البيت وخصوصا إذا لم يتوفر الوعي الكامل لدى الأزواج لمدى خطورة هذا الأمر على علاقتهم الشخصية، وعلى أولادهم.
إن الطريق السليم للتعامل مع الآخرين هو التعقل.
فلكل إنسان حدوده، ولكل بيت خصوصيته، وإلا فستنقلب الموازين وستحصل الخلافات بين الأقارب وستختلف الأدوار بين الأفراد. فلا يحق للعم مثلا أن يعطي قرارات داخل المنزل، ولا يحق للجدة أن تربي أحفادها بل هذا من حق وواجب الأم والأب، كما أن أمور البيت الخاصة ليست موضوعاً للنقاش الجماعي. بل هي تعنى بالزوجين وحدهما وهما أولى من يناقشها.
يحذرنا الكتاب المقدس من التدخل في أمور الآخرين.
ففي (أمثال 25: 17) تقول كلمة الله “اجعل رجلك عزيزة في بيت قريبك لئلا يمل منك فيبغضك”. لذلك علينا أن نتوخى الحذر في الحفاظ على علاقتنا مع الأقرباء، والابتعاد عن كل ما يسبب خللاً فيها. إن العلاقات الأسرية المترابطة والقوية تنعكس بالبركة على العائلة. وتغني الحياة بلمسات دافئة ومؤثرة وداعمة، ونحتاج هنا أن نتمسك بالحكمة والمحبة التي تستر كثرة من العيوب. ففي (أمثال 12:10) يقول سليمان الحكيم “البغضة تهيج خصومات والمحبة تستر كل الذنوب”، وفي (رومية 10:13) يقول “المحبة لا تصنع شراً للقريب”.
يجب ألا نفقد عنصر المسامحة. والتي هي الدواء لكل داء يصيب علاقتنا بأحبائنا وأقاربنا، فليس هناك من لا يخطئ. لكن من له القلب المسامح يستطيع أن يضع حداً للعداوة والبغضة التي يحاول ابليس أن يزرعها في قلوب البشر. ونتذكر دائماً أن الله يريد منا أن نسالم جميع الناس ونصنع سلاماً معهم وبينهم كما جاء في (متى 5: 9) “طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون”.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.