السامري الصالح 

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: أزهار بقاعين

التاريخ: مارس 23, 2024

هل تخيَّلتِ يومًا أن تعملي الحقَّ والرحمة حتى لو كان هذا ضدَّ فكر مجتمعك ومعتقدك الذي تربَّيتِ عليه؟

(لوقا 10: 25-37)

قصتي

لا أعرف لماذا يدعوني “السامري الصالح” رغم أنني تعلَّمتُ أنَّ لقب الصالح مرتبط بالله، وهذا ما قاله الرب يسوع في متى “لَيْسَ أَحَدٌ صَالِحًا إِلَّا وَاحِدٌ وَهُوَ ٱللهُ”. لكنَّني كنت مدركًا أنني خُلقتُ على صورة الله ومثاله. وأستطيع أن أحمل جميع صفاته حتى لو كان مجتمعي وجيلي وعقيدتي الدينية يعلِّمونني عكس ذلك الفكر. لا أنكر أنَّني تعلَّمتُ أن أقبل فقط الأشخاص الَّذين من عشيرتي ومن نفس عقيدتي. وأعتبر أنَّ كل شخص من خارج هذه الدائرة هو نجس ويستحقُّ الموت أحيانًا.

إنه قرار اتَّخذتُه مع نفسي، ألّا أشوِّه صورة الله في داخلي والتي هي صورة المحبة والرَّحمة وقبول الآخر. وأن أرى الآخر بعيون الله، وهذا القرار جعلني وقتها أرى هذا الشخص المختلف عنّي وهو جريح أمامي والذي سيكون في عداد الموتى إذا لم أنقذه بعينيّ الرحمة، وأمدُّ له يدَ العون حتى لو أنَّ عقيدتي تعلِّمني وتمنعني أن أتعامل معه بتاتًا. لقد تُركَ هو أيضًا من عشيرته، ولم يجد رحمة في عيون من هم أصلًا يعلِّمون عن الرحمة والمحبة. كنتُ أعرف أنني سأدفع ثمنًا غاليًا بسمعتي ومالي أيضًا. لكنني لم أفكِّر بهذه العواقب وفعلتُها، لقد مثَّلتُ قلب اللهِ عمليًّا على الأرض.

أنا أعرف أنَّ الكثيرين كرهوني، والبعض نبذوني، والبعض شوَّهوا سمعتي. لكنَّ الله أراد أن أكون مثالًا حيًّا للصَّلاح، لقد أردتُ أن يُذكَر ولو لمرَّة واحدة أنَّ هناك سامريًّا كسر التقليد والعُرف وفعل الحقَّ الإلهي. حتى لو كنتُ هنا أرضي الله فقط وليس الناس.

تذكَّري أنكِ خُلقتِ على صورة الله ومثاله، خُلقتِ لتكوني سفيرة عنه في الأرض.

خُلقتِ لتحملي صفاته وتعملي أعماله، ويرى الآخرون هذه الأعمال ويمجِّدوا الله. وعندما يكون فيكِ هذا الفكر فكر المسيح، سترَين الناس والحياة بعيون مختلفة عيون الرحمة والمحبة، عيون الإنسانية التي يُريد الله أن يُرجِعها إلينا بعد أن فُقِدت بسبب تشوُّهنا بالخطيَّة.

تميَّزي بالإنسانية المفقودة عند الكثيرين، تميَّزي بإرضاء الله ولا تقومي بإرضاء عقيدتك ومجتمعك وجيلك مَن قد يعلِّمونكِ عكس هذه المبادئ. واسألي نفسكِ مثل ما فعل بولس الرسول في غلاطية 10:1: “أَفَأَسْتَعْطِفُ ٱلْآنَ ٱلنَّاسَ أَمِ ٱللهَ؟ أَمْ أَطْلُبُ أَنْ أُرْضِيَ ٱلنَّاسَ؟ فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي ٱلنَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ”. تذكَّري أن تُرضي النّاس بخدمة الرحمة والمحبة والصلاح، لكن لا ترضيهم بأهوائهم وأفكارهم الشريرة التي هي عكس مشيئة الله.

افعلي دائمًا فكر الله حتى لو كان ضدَّ فكر الناس!


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#السامري الصالح #الكتاب المقدس #بلشي من هون #شخصيات #قصتي