المسيح قادم.. حقاً قادم
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتب: إحسان بهنام
التاريخ: أغسطس 16, 2025
ظهر هذا العنوان في إحدى الصحف العربية منذ سنوات مضت، وهو إعلان عن عيد القيامة. لكن المسئول عن النشر لم يرغب أن يضعه بصيغته المعروفة للجميع (المسيح قام حقا قام) لأنه غير مقتنع بموت المسيح وقيامته. ومع ذلك فإن العبارة (المسيح قادم حقا قادم) هي عقيدة راسخة في صُلب الكتاب المقدس. لكن ما أبعد الفارق بين شطري العبارة الثانية، إذ يتحدثان عن حدثين متتاليين لمجيء المسيح.
فالمسيح قادم ليأخذ الذين هم له حسب وعده الصادق “أنا أمضي لأعد لكم مكاناً. وإن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إلي حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً” (يوحنا 14: 2-3). هؤلاء هم الذين آمنوا بكفاية عمله على الصليب وآمنوا أنه أكمل الفداء لأجلهم واحتموا بالإيمان بدمه كفارة عن خطاياهم. فيسوع المسيح المُقام من بين الأموات قادم قريباً. فهو الذي قال “أنا آتٍ سريعاً” إنه قادم ليأخذ المؤمنين بحفلة زفاف “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة. لا دنس فيها ولا غضن، لكي تكون مقدسة وبلا عيب (أفسس27:5). وسيأتي كعريس لأخذ عروسه “من يغلب يرث كل شئ وأكون له إلهاً وهو يكون لي ابناً” (رؤيا 7:21). فما أجمل هذا الرجاء المُفرح إذ أن كل مؤمن يشتاق لأن يقول كل حين آمين تعال أيها الرب يسوع. فكل أيامنا هي أعياد مع الرب، ولتكن حياتنا مليئة بالشكر لمُخلصنا.. فقد وفى ديننا فوق الصليب..
إن الشطر الثاني من العبارة وهو أن المسيح “حقاً قادم” يؤكد لنا أنه قادم ليطالب بحقوقه المغتصبة!
لقد قال عن نفسه “أنا هو الحق” لكن كثيرين رفضوه وقبلوا بالباطل على انه الحق، وكثيرون يسألون السؤال القديم: ما هو الحق؟ ولا يرغبون أن يسمعوا أن يسوع هو الحق.
إن يسوع المسيح بموته دفع كل ديون الخطية أي حمل دينونة العالم نيابة عن كل إنسان. فالذي صدق وتقدم بشكر للمسيح وطلب عفوه نال النجاة من جهنم وأصبح المسيح المدافع والمحامي عنه. لكن كل من رفض ولم يؤمن بالخلاص الكامل الذي قدمه المسيح على الصليب بل اختار لنفسه طريقاً خاصاً للتكفير عن خطاياه. فإنه بعمله هذا يكون قد داس على كل الحقوق التي له في المسيح وسيقف أمام منصة المسيح القاضي العادل. يقول الكتاب المقدس: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا16:3). فمن يرفض محبة الله لن يبقى له سوى دينونة الله! ومن يرفض كفارة المسيح لن يبقى له سوى أن يكفر عن خطاياه في جهنم، ومن يرفض الحياة الأبدية لن يبقى له سوى الهلاك والعذاب الأبدي!
أتمنى ألا يمر عيد القيامة كتذكار تاريخي فقط، بل يكون حياة نحياها مع المسيح. لأن المسيح مات وقام.
فهل متنا عن خطايانا لكي نقوم معه؟ إذا كان واحد منا لا يزال ميتا بالذنوب والخطايا فالفرصة مفتوحة والنعمة موجودة لتخلص “لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت” (رومية 9:10).
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.