المسيح في عيد القيامة
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتب: د. فادي حداد
التاريخ: أبريل 10, 2025
يهتم المسيحيون في هذه الأيام بالاستعداد للاحتفال بعيد القيامة (الذي يدعى عيد الفصح) حيث يحتفل بذكرى قيامة المسيح من بين الأموات. ويظهر أن الكثيرين قد اختلطت عليهم هذه المناسبات المسيحية لذلك وجب التوضيح. سوف يتم الاحتفال بيوم عيد الشعانين الأحد المقبل وهو اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح إلى أورشليم وكان الشعب يهتف له “مبارك الملك الآتي باسم الرب.” ومن ثم دخل إلى الهيكل وقلب موائد الصيارفة وأخرج الذين كانوا يبيعون ويشترون فيه. وبعد ذلك ببضعة أيام يأتي يوم هو الفطير الذي ينبغي أن يذبح فيه الفصح.
والفصح هو العيد الذي يحتفل فيه اليهود بذكرى اليوم الذي أمرهم الله من خلال النبي موسى حينما كانوا في مصر يقدمون ذبائح الغنم ويضعون الدم على عتبة وقائمتي منازلهم لكي يعبر عنهم ملاك الله فلا يهلك أبكارهم من الذكور. ولذلك يدعى بالإنجليزية Passover أي عبر عنهم. وعلى أثر موت أبكار المصريين وافق فرعون للنبي موسى أن يخرج اليهود من مصر (خروج 13). ولم تكن هذه أول الذبائح في القديم فقد سبق لله أن قدم لإبراهيم الكبش عوضاً عن ابنه أيضاً. وليس من المستغرب أن يأتي توقيت الله لموت السيد المسيح على الصليب في نفس يوم الفصح فهو الذبيحة التي أعدها الله لفداء البشرية جمعاء. وقد شهد عنه يوحنا المعمدان حينما كان يعمد الجموع للتوبة في نهر الأردن قائلاً “هذا هو حمل الله الذي يزيل خطايا العالم” (وذلك بموته الكفاري).
فقد سبق أن تنبأ عنه الأنبياء في العهد القديم (في التوراة) ومنهم النبي اشعياء قائلاً: “من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب..
محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصاباً من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره (بجراحه) شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه.. وفي جيله من كان يظن أنه قطع من أرض الأحياء أنه ضرب من أجل إثم شعبي وجعل مع الأشرار قبره ومع غني عند موته. على أنه لم يعمل ظلماً ولم يوجد في فمه غش.. أن جعل نفسه ذبيحة إثم يرى نسلاً تطول أيامه.. سكب للموت نفسه وأحصي مع أثمة وهو حمل خطيئة كثيرين وشفع في المذنبين”.
أما عن كيفية موته الكفاري على الصليب
فقد تنبأ عنه النبي داود في (مزمور 22) قائلاً: “أما أنا فدودة لا إنسان، عار عند البشر ومحتقر الشعب. كل الذين يرونني يستهزئون بي. يفغرون الشفاه وينغصون الرأس قائلين اتكل على الرب فلينجه لينقذه لأنه سر به. أحاطت بي ثيران كثيرة. أقوياء باشان اكتنفتني. فغروا على أفواههم كأسد مفترس مزمجر. كالماء انسكبت. انفصلت كل عظامي. صار قلبي كالشمع، قد ذاب في وسط أمعائي. يبست مثل شقفة قوتي ولصق لساني بحنكي وإلى تراب الموت تضعني.. ثقبوا يدي ورجلي أحصي كل عظامي. وهم ينظرون ويتفرسون في، يقسمون ثيابي بينهم وعلى ردائي يقترعون.
أما تلاميذ السيد المسيح الذين اختارهم شهوداً له وقد رافقوه مدة ثلاث سنوات (وهي فترة خدمته العلانية)
فطافوا يشهدون بأن المسيح المنتظر الحمل الذي سيكون ذبيحة عن البشرية قد جاء فعلاً إلى العالم، ثم دونت شهاداتهم في الأناجيل التي بين أيدينا اليوم (وكلمة إنجيل تعني الخبر السار أو البشارة). وفيها يخبرون بعجائبه وأقواله وموته على الصليب ودفنه وقيامته في اليوم الثالث وظهوره لهم بعدها لمدة أربعين يوماً مؤكداً لهم خلالها قيامته من بين الأموات قبل أن يصعد إلى السماء واعداً بعودته ثانية ليأخذ أتباعه.
إذاً فعيد الفصح الذي نعيده نحن المسيحيون يصادف الجمعة التي تدعى بالجمعة العظيمة هو ذكرى للفداء الذي قدمه الله القاضي الديان الذي به يتمم عدالته تجاه خطايا البشر. والمسيح هو تلك الذبيحة التي قدمها الله لنا مظهراً عظمة محبته ورحمته الفائقة. أما عيد القيامة فهو يوم الأحد المجيد وفيه نفرح بذكرى قيامة السيد المسيح قائلين بعضنا لبعض – المسيح قام، ويجيب السامع قائلاً – حقاً قام. وكل عيد والجميع بخير.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.