إكليل الشوك

باب: قيمتي في الرحلة

الكاتبة: سلام زنانيري

التاريخ: يناير 1, 2025

لم تكن الأرض لتنبت شوكاً قبل دخول الخطية إلى العالم، فالخطية هي التي أنبتت هذه الأشواك. فقال الله لآدم بعد السقوط ملعونة الأرض بسببك شوكاً وحسكاً تنبت لك. لم يكن هناك سوى جبين واحد يناسبه هذا الإكليل من الشوك. حتماً كان الخصي الحبشي يقرأ القصيدة الرائعة عن الآلام المبرحة حتى الموت التي انفرد اشعياء بوصفها (أشعيا 53) يتساءل هذا الرجل قائلاً لفيلبس: “أطلب إليك عن من يقول النبي هذا عن نفسه أم عن آخر؟ أما فيلبس ففتح فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع” (أعمال الرسل 8 : 27-35).

الرب يسوع هو المفتاح الذي يضعه بين أيدينا الكتاب المقدس، كل الإشارات والرموز الكثيرة تكشف هذه الأسرار التي تقرب السماء من الأرض والأبدي من الزمني ومحبة الله من ضعف الإنسان بكيفية غير منظوره. ولكن بدون شهادة الروح القدس لم يكن ممكناً أن نجد من هو جدير بأن يأخذ هذا السفر ويفتح ختومه سوى الخروف الذي وسط العرش (رؤيا 5 : 6-10).  لقد حاول البعض بمحاولات مريضة وغير مجدية على تطبيق هذه الآيات (أشعيا 53) وبعض أجزاء هذه النبوه على بعض الأشخاص الذين شربوا كأس الآلام المره كأرميا أو حزقيال أو أحد الشهداء المجهولين أيام السبي على أن الأحزان والألام هي من نصيب البشر ولكن التفاصيل الواردة في هذه النبوة لم تتم إلا في ابن الإنسان.

ولكن مَن من مولودي المرأة سوى الرب يسوع المسيح يستطيع أن يعترف بإتمام هذه النبوات في شخصه ويقول: إن ذلك كله تحقق في شخصي وهذه الصورة هي صورتي لا يوجد وصف هنا إلا وهو في شخصية الرب يسوع. ولو أن أحداً تجاسر من البشر بأن يدعي هذا الادعاء لعرض نفسه لهزء العالم واحتقاره، ولكن عندما يقترب الرب يسوع الناصري ويصرح بأنه قد تمم هذه الصفحة الأليمة. وعندما يفتح قلبه ويكشف ما به من جروح وعندما يحصى أحزانه ويتسأل إن كان هناك حزن مثل حزنه، فلن يتجاسر أحد على الاعتراض على هذا التصريح. نعم عندما يقول الكتاب: “كان منظره كذا مفسدا أكثر من الرجل وصورته أكثر من بني آدم” (أشعيا 52 : 14).

الرب أتى ليقلع الأشواك من الأرض وحمل لعنة الأرض بالإكليل الذي وضعه على رأسه وحمل ثقل العالم كله كالجبار. بإكليله الشوكي هدم تاج الشيطان الذي طغى ليكون سيداً على الخليقة.  

“من صدق خبرنا ولمن استعلنت ذراع الرب. نبت قدامه كفرخ وكعرق من أرض يابسة لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه. محتقر ومخذول من الناس رجل أوجاع ومختبر الحزن وكمستر عنه وجوهنا محتقر فلم نعتد به. لكن أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا. وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه والرب وضع عليه إثم جميعنا. ظلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق إلى الذبح وكنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه” (أشعيا 53: 1-7).

هذه المرثاة المحزنة التي فيها رواية الآلام وأحزان يقابلها الكاتب إلى رسالة العبرانيين والتي يخبرنا فيها: أنه “قدم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يخلصه من الموت وسمع له من أجل تقواه” (عبرانيين 5 : 7) تشير إلى الآلام التي تحملها الرب يسوع . كان معنى هذه الكلمات موضوع بحث المسيحين في كل العصور لأنها تعبر عن شدة هول الآلام التي تحملها الرب يسوع .

يا ملك الآلام والأحزان.. يا من لا يماثلك إنسان في هول تلك الآلام، إننا نخر أمامك قائلين السلام لك.. إن دموعك وتأوهاتك قد غلبتنا وقلوبنا استعبدت ونفوسنا بعثت فيها الحياة. حياتنا تخضع تحت تصرفك لإتمام مقاصدك في حياتنا التي كلفتك ثمناً غالياً. يا ملك الآلام الذي كللت الإنسان بكل خير وبركة، كيف نكافئك بهذا الإكليل؟ أيها البشر جميعاً امزجوا هذا الدم الجاري من رأس مخلصكم بدموعكم وتوبتكم وانحنوا إكراماً وإجلالاً لهذه الرأس المكللة بالشوك فإنها الرأس المرفوعة والمتعالية فوق كل علو.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#إكليل شوك #الصليب #بلشي من هون #يسوع