التقلبات المزاجية للفتاة في سن البلوغ

باب: من أنا اليوم

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: يونيو 12, 2025

يتغير سلوك الفتيات بشكل مفاجئ عندما يصلن إلى سن البلوغ. فاليوم تتودد الفتاة لوالدتها وتظهر مشاعر رقيقة وبعد لحظات تنفعل وتدفع باب الحمام بشدة وتغلقه وراءها. ويقول خبير الشؤون الأسرية الألماني أندرياس كوب “إن الفتيات يعانين تقلبات حادة في المزاج عندما يصلن إلى سن البلوغ”. ويضيف “إن هذا يعني أن الآباء يواجهون اختبارات صعبة جدا إذا كانت لديهم فتاة في سن البلوغ، والحل الأمثل لمواجهتها هو الهدوء. ويتعين على الآباء ألا يفقدوا الأمل في أنهم يستطيعون تغيير الموقف”. وينصح الخبراء الأبوين ألا يفرطا في توجيه النصائح لبناتهم المراهقات، لأنهن غالبا ما يعتبرن كل ما يقوله الآباء خاطئا. ويكون الأمر صعبا جدا على الأبوين حينما يدركان أنهما لم يعودا يحتلان المركز الأول والأكثر أهمية في حياة الابنة.. ولكن الأمر الجيد هو أن هذه فقط مرحلة مؤقتة وستنتهي”. وتنشب أغلب الخلافات العائلية حينما يطالب الأبوان ابنتهما المراهقة بأن تحسن من سلوكها أو عندما يقترحان عليها اتباع سلوكيات معينة لحمايتها.

إن الفتيات يصلن إلى سن البلوغ في سن 11 أو 12 عاما دون أن يدركن بعد أنهن يؤثرن على الرجال بارتداء الملابس القصيرة والمكشوفة كما كن طفلات وهن لا يعرفن عواقب ذلك. وعلى ذلك فإن ملاحظات الآباء والانفعالات والتوجيهات الغاضبة لا تفلح في تعديل السلوك. ولكن هذا لا يعني أن الوالدين يجب أن يتغاضيا عن ملابس ابنتهما غير الملائمة أو بعض التصرفات التي لا تناسب هذه المرحلة العمرية، والنضج الذي يتوقعه المجتمع من الفتاة في هذا العمر. وهنا تكمن الصعوبة حيث أن الفتاة لا تزال تحمل قلب الطفلة التي لا تحب أن تحاسب على شيء من تصرفاتها.

وينصح الأخصائيون الاجتماعيون الوالدين أن يتحدثا مع ابنتهما وأن يوضحا لها مخاطر سلوكها.

كما يجب أن يعلماها كيف تدافع عن نفسها أمام أي محاولة لإقامة علاقة من جانب رجل أو شاب في مثل سنها. وعندما تصل الفتاة إلى سن البلوغ تبدأ في حصاد ما تربت عليه. ويقول الخبراء أنه إذا تربت الطفلة على الثقة بالنفس فإنها ستعرف كيف تدافع عن نفسها في المواقف الصعبة. ولكن يجب أن يبدأ القلق حينما يتغير سلوك الابنة تماما أو يبدأ مستواها الدراسي بالتراجع. فهذا يدل على وجود اضطراب من نوع معين في حياتها الخاصة. وعلى الأهل مراعاة تقلب المشاعر والعواطف في هذه المرحلة ومساعدة الفتاة على تخطي مرحلة المراهقة بأقل الأضرار النفسية. وفتح الأبواب لها دائما للتعبير عما يجول في خاطرها من أفكار لكي يستطيع الأهل التدخل في المرحلة المناسبة. وحمايتها بشكل طبيعي لا يثير قلقها وخوفها منهم، وخصوصا إذا كان التوبيخ هو الوسيلة التي يتبعها الأهل في توجيه ابنتهم في هذه المرحلة الحرجة من عمرها.

وهناك بعض الأخطاء الشائعة التي تقع فيها العائلة تجاه الفتاة المراهقة في مجتمعاتنا.

وهي أنهم يعطون لابنهم الذكر سلطة مطلقة للتدخل في شؤون أخته الخاصة ومراقبتها بحجة حمايتها. مما يفقدها الثقة بنفسها ويشعرها أنها سجينة لعيون الآخرين وخصوصا إذا كان أخوها جاهلا ويمارس أسلوب الرعاية بطريقة مستفزة، وهذا يولد عند الفتاة رغبة بالتمرد والانتقام ومحاولة الهروب من هذا الوضع عن طريق ابتكار الخدع والمراوغة للحصول على بعض الحرية. وقد تلجأ الفتاة للكذب حتى يتسنى لها الخروج مع صديقاتها مثلا إلى مكان عام لكي تحصل على قليل من الحرية.  لذلك إذا أراد الأهل أن تكون العلاقة صحيحة مع ابنتهم في هذه المرحلة، عليهم بتزويدها بالثقة بنفسها، وتصديقها ومعاملتها بكل احترام حتى تسلك هي أيضا بكل احترام كرد فعل لما يتوقعه الوالدين منها.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#المرأة العربية اليوم #بلوغ #مراهقة