تأثير الضغوطات النفسية على جسم الإنسان

باب: اين أنا غداً

الكاتب: د. محمد عبد الكريم الشوبكي

التاريخ: مايو 22, 2024

لا شك أن الضغوطات النفسية بشتى أنواعها سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو عملية أو دراسية  أو اجتماعية أو عائلية، ذات تأثير على النفس البشرية بردود أفعال متنوعة وبدرجات متفاوتة. فحينما تتجاوز هذه الضغوطات طاقة الفرد، لا تستطيع قدراته الذهنية والنفسية التكيف الإيجابي معها لمواكبة متطلبات حياته الآنية والمستقبلية. فترتد فآثار هذه الضغوطات عليه سلبياً. وتتمثل هذه الآثار بالشعور بالإحباط النفسي والعجز والتذمر والعصبية وسهولة الاستثارة وارتفاع مستوى القلق إلى أن يصل مرحلة مرضية. وبعدها يدخل الإنسان في مرحلة الاكتئاب، حيث تتدنى الدافعية لمواكبة متطلبات الحياة الطبيعية والانطواء على الذات. وقد تحدث اضطرابات سلوكية تسقط على الآخرين سواء كانوا زملاء في العمل أو الدراسة أو الأهل في عائلة أو الزوجة.

وكل هذه تؤدي إلى اضطرابات في العلاقات الشخصية وإلى مزيد من القلق والتوتر والدخول في الحلقة المفرغة. ومن الناحية البيولوجية فإن لهذا الشأن تأثيرا على نواح جسدية كثيرة وبخاصة الجهاز الهضمي كاضطراب المعدة الوظيفي والقولون العصبي النفسي. المتمثلين بنوبات الإسهال والإمساك، وآلام وغازات وقد تحدث تقرحات في المعدة والقولون، إضافة إلى اضطرابات حركات القلب المتمثلة بالتسارع والشعور بالاختناق وارتفاع ضغط الدم الشرياني، وكذلك ارتفاع مستوى سكر الدم والكولسترول والدهنيات. أما بالنسبة للجهاز العصبي المركزي فأغلب الآثار تظهر بشكل صداع خاصة الصداع النصفي أو في الجزء الأمامي والخلفي من الرأس، والخدران في الأطراف، وعدم الاتزان والدوخة. ومن الناحية الجنسية فأغلب الإصابات تتمثل بتدني الدافعية والرغبة الجنسية والضعف الجنسي وسرعة القذف.

أما بالنسبة للآثار الجلدية فهي كثيرة:

وأغلب الإصابات تتمثل بسقوط الشعر، والثعلبة وهوس قلع الشعر والأكزيما والحكة النفسية العصبية وظهور البثور على الوجه. وقد يحدث اختلاف في لون الجلد سواء باللون الداكن أو زوال اللون الطبيعي لبعض المناطق، وظهور الصدفية وترهل الجلد وخاصة في منطقة الوجه، وفرط إفراز الغدد العرقية. أما بالنسبة للغدد فإنه من المعروف أن التوتر النفسي يؤدي إلى إفراط في إفراز الغدة الدرقية والعكس أيضا. وارتفاع نسبة الكورتيزون من الغدة فوق الكلوية (الغدة الكظرية) وما لها من آثار سلبية على مختلف أعضاء الجسم. والتوتر النفسي يؤدي إلى انقباض العضلات في مختلف أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى الآلام العصابية المتنوعة من المفاصل والظهر والرقبة والأطراف والصدر.

وقد أثبتت الدراسات العلمية بشكل قاطع أن المعاناة التي تنجم عن الضغوطات النفسية الكثيفة لها تأثير على ضعف المناعة وذلك من خلال تدني نسبة الخلايا الليمفاوية المسئولة عن المناعة ومنع حدوث الأورام والإصابة بالالتهابات الجرثومية المتطفلة. وبالتالي أثبتت الدراسات أن احتمالية إصابة الرجال الذين يعانون من التوتر بسرطان البنكرياس هي ضعف النسبة للذين لا يعانون من التوتر. وأن نسبة الإصابة بأورام الثدي تبلغ ثلاثة أضعاف لدى النساء اللواتي يعانين من الضغوطات النفسية مقارنة باللواتي لا يعانين. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#الانسان #الضغوطات #المرأة العربية اليوم #النفسية