الإساءة العاطفية والجنسية
باب: من أنا اليوم
الكاتبة: رندة حمام
التاريخ: مارس 19, 2024
بالنسبة للإساءة العاطفية والجنسية فهي نوعاً ما مترابطة بصورة أو بأخرى. إن تسميع الفتاة الكلمات العاطفية المثيرة البذيئة وإجبارها على رؤية صور أو أفلام خلاعية يعتبر نوعاً من الإساءة الذي يؤثر على نفسيتها وعواطفها ويشوه الصورة الجميلة التي وضعها الله للعلاقة الزوجية حتى يتمتع بها الإنسان بالطريقة الصحيحة. فإذا كنت أنتِ أماً أو معلمة أو مربية أو خادمة، عليكِ أن تراقبي باستمرار سلوك الطفل وكلماته وتعبيراته وردود أفعاله وأن تشرفي عن قرب. حتى ولو كان الطفل مع أقاربه أو أشخاص ناضجين أو موثوق بهم. فكل إنسان معرض للسقوط في ضعف ما، وللأسف تكون الإساءة في أغلب الأحيان من الأقارب أو الإخوة أو الأهل أنفسهم.
والإساءة الجنسية هي من أخطر أنواع الإساءات ويستمر تأثيرها مع الطفل إذا لم يعالج بالطريقة الصحيحة. نقصد بالإساءة الجنسية أن تتم الممارسة فعلياً حتى مع طفلة عمرها أربع سنوات أو أقل أو أكثر. وتبدأ الإساءة الجنسية بإغراء الطفل عن طريق إعطائه الحلويات والهدايا واللعب بأعضائه التناسلية أو إجباره على رؤية صور خلاعية أو أفلام أو قبل حميمة. فيعتاد الطفل أن يتمتع بهذه الطريقة إذ أن الإساءة الجنسية هي عادة غير مؤلمة بل ممتعة. لذلك تجدين الطفل لا يرفض ذلك الشخص بل يستمر في الرجوع إليه. وعندما يكبر تستمر الحاجة معه ويطلب المزيد فيلجأ إلى إشباع هذه الحاجة بطرق مختلفة منها لوحده أو مع آخرين فيعمل بهم كما حدث معه. وإذا كان المسيء أخاً أو أختاً فإن الإساءة الجنسية تستمر حتى مغادرة أحدهم البيت إما بالسفر أو الزواج.
كيف يتم اكتشاف الطفل أو الشخص المساء إليه؟
يمكنك ملاحظة:
1. السلوك:
- يكون سلوك الطفل عدائياً.
- يهرب من المسؤولية ورغبة بالإختلاء.
- يتغير سلوكه من ناحية الطعام بشكل واضح فإما أن يأكل بشراهة وإما يمتنع عن الأكل تماماً.
- يواجه صعوبات في المدرسة.
- تبدأ عنده عادة التبول في الفراش أو مص الأصبع أو البكاء المستمر.
- يكون منزعجاً وغير مرتاح في نومه ويتقلب كثيراً. حتى أنه أحياناً يصرخ لأنه يرى أحلاماً مزعجة.
- ينتبه لأحاديث الجنس أو الزواج وإذا شاهد منظراً على التلفاز فإنه يسترق النظر.
2. الناحية العاطفية:
- الخوف والاضطراب والتوتر.
- الشعور بالذنب والإحراج.
- الضغب من أي شيء باستمرار.
- عدم الثقة بالآخرين.
3. الناحية الجسدية:
- قد تجدين جرحاً أو خدشاً تحت الثياب.
- قد تلاحظين سائلاً من المنطقة الأمامية أو حكة أو حرقة عند التبول وهذه علامة لوجود التهاب في البول.
- قد يشكي الطفل من وجع في الرأس أو في المعدة.
- قد تبدأ عنده عادة التبول الليلي.
فإذا لاحظت هذه الأشياء أو بعضاً منها، تروّي واطلبي من الله حتى يعطيكِ حكمة بالتعامل مع طفلك. ثم اذهبي وتحدثي إليه بكل محبة وهدوء وتقربي منه أكثر واسأليه أسئلة مثل:
- هل لمسك أحد أو قبلك؟ إن كانت إجابته بنعم أخبريه أنك آسفة للذي حصل وأنك لا تلومينه.
- هل طلب منك أحد أن تحفظ سراً وأن لا تخبر أهلك وحذرك وهددك؟ إن فتح قلبه لك شجعيه بأن انفتاحه هذا هو أفضل شيء يعمله. إن معرفة هذه الحقيقة هو لشيء مؤلم للأم. إياك أن تبالغي بردة فعلك عندما يفصح طفلك عن اسم الشخص المسيء حتى لا يخاف أو يندم أنه أخبرك. كوني دائماً داعمة له ولا تنحرجي حتى لو كان الفاعل هو أقرب الأقارب.
- دعي جسر التواصل مفتوحاً بينك وبينه حتى يعبر عن غضبه وحزنه أو ألمه.
- لا تجبريه أن يخبرك تفاصيل ما حدث ولا تلوميه.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.